من كتابات
السلوك والتفكير الايجابي
الانسان ايجابي بطبعه. قد يكتسب السلوك السلبي بسبب مواقف معينه او بيئة
عمل او زملاء سلبيين. وكل انسان يمر عليه لحظات يفقد فيها الثقة بالأخرين او بالأنظمة.
بينما البعض تسيطر عليه السلبية حتي تصبح جزء من سلوكه اليومي. دراسة عملها
متخصصون في السلوك البشري فوجدوا ان الشخص البالغ يستخدم باليوم أكثر من ٢٢٠ مفردة
سلبيه بالمقابل فقط ٢٧ مفردة ايجابيه.
ما أحوجنا في هذا العصر الذي اصبحت وسائل الاتصال والتواصل في متناول
الجميع الي تطوير قدراتنا في المحافظة على واكتساب السلوك الايجابي لتصبح حياتنا أفضل
ونحافظ على صحتنا من امراض العصر التي اغلبها عدم المقدرة على التكيف مع ظروف
الحياة والتوتر والعصبية.
اردت المساهمة في بعض التوجيهات التي تساعد جعل الايجابية جزءا من سلوكنا
اليومي كما هي جزء من ديننا الحنيف.
١. مقاومة الرغبة في الانتقام من خلال ردود الافعال غير المنضبطة سواء من
خلال فعل او
كلام. والتخلص من حديث النفس السلبي مثل: لن اتركه. لابد ان أرد
عليه.
٢. تذكر ان الانتقاد لا يحتاج الى مهاره او ذكاء. أقل الناس يستطيع
الانتقاد وانتقاص الاخرين. المهارة والذكاء الوجداني والحكمة هي في تقدير
الاخرين والثناء عليهم. كما يقال: لا ترمى الا الشجرة المثمرة.
٣. الابتعاد عن الاشخاص السلبيين قدر الامكان. وهم الذين يقضون اوقاتهم في
انتقاد الاخرين والاوضاع المحيطة وانظمة البلد ويلومون الاخرين على فشلهم بينما لا
يتجرأ أحدهم بأن ينتقد نفسهم او يلومها على اي خطأ. من الإيجابية نصحهم ومحاولة
مساعدتهم على التغيير قبل الابتعاد عنهم. وهذا توجيه نبوي في الابتعاد عن مجالس
الاستهزاء. كذلك قصة أحد بني اسرائيل الذي قتل ٩٩ رجلا ولكي يتوب قيل له
اخرج من بلد الكفر الى بلد الايمان. هذا المثال فقط للقياس.
٤. عند ما تكون في وضع او حاله نفسيه سيئة او متشائم بسبب خلل او موقف ما، اسأل
نفسك ماذا أستطيع ان أفعل لأغير الوضع. وابدأ بنفسك ومن حولك لتعديل الوضع فإن لم
تستطع فعليك التعايش مع الوضع. المثل الصيني يقول: بدلا من ان تسب الظلام
أوقد شمعة. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
٥. عليك بالإنصات ثم الانصات ثم الانصات. ومن كثر كلامه كثر خطاؤه.
٦. لا تبدأ كلامك بكلمات مثل " بس “او " لكن" او " ولو
". فإنها تدل على عدم الانصات وان ما قاله المتحدث خطأ وكلامي هو الصح.
٧. إذا قال لك أحد معلومة لا تقاطعه لتبين له إنك تعرفها قبله لتظهر إنك أكثر
اطلاعا منه فهذا ليس من اللباقة.
٨. عود نفسك على عبارات التقدير والشكر للأخرين. ولا تتحفظ او تتأخر في
الاعتذار عن الخطأ. فهذا يرفع قدرك واحترامك بين الناس.
٩. كن منفتحا متقبلا للتغيير وتقبل اراء الاخرين فيك. تذكر ان مواكبة
التغيير من عوامل النجاح. فالديناصور والماموث على ضخامتها انقرضت بينما
عاشت النملة والذبابة على ضآلتها الاف السنين.
١٠. افترض حسن النوايا بالأخرين ولا تكن شكاكا. واعلم ان الاخرين يريدون لك
الخير الا إذا ثبت لك عكس ذلك.
١١. لا تنظر الى الامور التي لم تتحقق لك وانظر الى ما نجحت في تحقيقه.
لا تنظر الي من هو اعلى منك وانظر الى من هو دونك فهذا أجدر الا تزدري نعمة
الله عليك عدا امور الدين والعمل الصالح.
١٢. إذا لم تجد التقدير والثناء من الاخرين لا يصيبك الاحباط. حاول
ان تجد المحفز الذاتي لك. اجعل عملك خالصا لله واحتسب الاجر منه سبحانه.
١٣. عدا المسلمات من امور الدين، الكثير من الامور حولنا هي وجهات نظر
تحتمل الصح والخطأ. تجنب الدخول في جدال لأثبات أنك على صح والاخر على خطأ فهذا
مضيعه للوقت وقد يتسبب في خسارة علاقة مع قريب او زميل بسبب جدال عقيم.
١٤. كلامك وافكارك هي ملك لك مالم تتلفظ بها او تكتبها للأخرين. مجرد
ان تنطق بها او تضغط على زر الارسال تصبح ملكا للأخرين يتناقلونها ويعلقون عليها
كيفما ارادوا وهي نفس الوقت محسوبة ومنسوبه لمصدرها الاساسي وهو قائلها وحامل
وزرها. فلا ينقل عنك الا خيرا.
١٥. لا تنقل الشائعات ولا الاخبار السيئة. احذر ان تكون بوقا او صدى تردد ما
يقوله الاخرين. كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع. ولتكن كعين النحلة لا
تقع الا على الجميل وحاشاك ان تكن كعين الذبابة لا تقع الا على القبيح.
١٦. اعلم ان حسن الخلق لا يعدله شيء وقد بعث نبينا عليه الصلاة والسلام لإتمام
مكارم الاخلاق. عامل الناس بالحسنى. ولا تعامل من اساء اليك بالمثل والا اصبحت
مثله، وقد قال المصطفى في موضوع صلة الرحم:" ليس الواصل بالمكافئ......."
او كما قال عليه الصلاة والسلام. كما لا يكون إمعة يقول ان أحسن الناس احسنت وان
اساءوا أسأت.
قد يرى البعض ان الإيجابية مثاليه زائده وبعد عن الواقع وفي رأيي ان العكس
هو الصحيح. فالإيجابية هي الفطرة السليمة والسلوك القويم. ومن يبحث عن
الإيجابية سيراها امامه ومن يبحث عن السلبية سيراها امامه ايضا. الايجابيون يرون
الدنيا بخير والناس فيهم الخير والمجتمع خليط من الاجناس فيهم الصالحون والطالحون والغالبية
بحمد الله هم اهل الخير، بينما يرى السلبيون المتشائمون ان الدنيا ما فيها خير وان
الطيبون راحوا وان كل شيء في البلد قائم على الفساد والرشاوي والواسطة والاحتيال
ويتناقلون بعض القصص الصحيحة والمكذوبة او المبالغ فيها لأثبات وجهة نظرهم.
هؤلاء يرون ان الإيجابية في هذا الوضع حلم وان الواقع هو ما يرون. برأيي: أن
أعيش في حلم جميل خير من ان اعيش في واقع سيء مظلم كما يرونه.
هذه بعض التوجيهات التي استفدت منها في تعاملي مع الاخرين وفي خلق توجه
ايجابي لدي وأحببت أن اشرك فيها اخواني لعل الله يفيد بها. ان رأيتم ان هناك من قد
يستفيد منها ارسلوها له وان كان غير ذلك فتخلصوا منها حتى لا تأخذ حيزا في
اجهزتكم. مجرد وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ. فإن أصبت فمن توفيق الله وان
اخطات فمن نفسي والشيطان.
اعتذر لكم على الإطالة.
والله من وراء القصد.
اخوكم المحب للخير